من نبـع هديـك تستقـي الأنـوارُ
وإلـى ضيائـك تنتمـي الأقـمـارُ
***
رب العبـاد حبـاك أعظـم نعـمـةٍ
ديـنـا يـعـز بـعـزه الأخـيـارُ
***
حُفِظت بك الأخـلاق بعـد ضياعهـا
وتسامقت فـي روضهـا الأشجـار
***
وبعثـت للثقلـيـن بعـثـة سـيـد
صدقـت بـه وبديـنـه الأخـبـار
***
أصغت إليك الجن وانبهرت بما تتلوا
وعــم قلـوبـهـا استـبـشـار
***
ياخـيـر مــن وطــئ الـثـرى
وتشرفت بمسيره الكثبان والأحجـار
***
يامن تتـوق إلـى محاسـن وجهـه
شمـس ويفـرح أن يـراه نـهـار
***
بأبي وأمـي أنـت حيـن تشرفـت
بـك هجـرة وتشـرف الأنـصـار
***
أنشـأت مدرسـة النبـوة فاستقـى
مـن علمهـا ويقينـهـا الأبــرار
***
هـي للعلـوم قديمهـا وحديثـهـا
ولمنهـج الديـن الحديـث مـنـار
***
لله درك مــرشــدا ومـعـلـمـا
شرفـت بــه وبعلـمـه الآثــار
***
ربيـت فيهـا مـن رجالـك ثـلـة
بالحـق طافـوا فـي البـلاد وداروا
***
قـوم إذا دعـت المطامـع أغلقـوا
فمهـا وإن دعـت المكـارم طـاروا
***
إن واجهـوا ظلمـاً رمـوه بعدلهـم
وإذا رأوا ليـل الـضـلال أنــاروا
***
قـد كنـت قرآنـا يسيـر أمامهـم
وبـك اقتـدوا فأضـاءت الأفـكـار
***
عمـروا القلـوب كـمـا عـمـرت
فما مضوا إلا وأفئدة العبـاد عمـار
***
لو أطلـق الكـون الفسيـح لسانـه
لسـرت إليـك بمدحـه الأشـعـار
***
لو قيل مـن خيـر العبـاد لـرددوا
أصوات من سمعـوا هـو المختـارُ
***
لم لا تكـون وأنـت أفضـل مرسـلٍ
وأعز من رسموا الطريـق وسـاروا
***
ما أنت إلا الشمـس يملـؤ نورهـا
آفاقـنـا مهـمـا أثـيـر غـبـار
***
ما أنـت إلا أحمـد المحمـود فـي
كـل الأمـور بـذاك يشهـد غــارُ
***
والكعبـة الغـرّاء تشهـد مثلـمـا
شهـد المقـام وركنـهـا والــدارُ
***
يا خير مـن صلـى وصـام وخيـر
من قاد الحجيج وخير مـن يشتـارُ
***
سقطـت مكانـة شاتـم وجــزاؤه
إن لـم يتـب ممـا جنـاه الـنـارُ
***
لكأننـي بخطـاه تـأكـل بعضـهـا
وهنـاوقـد ثقـلـت بـهـا الأوزار
***
مـا نـال منـك منافـق أو كـافـر
بـل منـه نالـت ذلّـة وصَـغَـارُ
***
حلّقت في الأفـق البعيـد فـلا يـد
وصلـت إليـك ولا فــم مـهـذارُ
***
وسكنت في الفردوس سكنى من بـه
وبـديـنـه يتـكـفـل الـقـهـار
***
أعـلاك ربــك هـمـة ومكـانـةً
فلـك السمـو وللحـسـود بــوار
***
إنــا ليؤلمـنـا تـطـاول كـافـر
ملئـت مشـارب نفسـه الأقــذار
***
ويزيدنا ألمـا تخـاذل أمـة يسكـن
بـحــار غثـائـهـا المـلـيـار
***
وقفت على باب الخضـوع أمامهـا
وهـن القلـوب وخلفهـا الكـفـار
***
ياليتهـا صانـت محـارم دارهــا
مـن قبـل أن يتحـرك الإعـصـار
***
يا خير من وطئ الثرى في عصرنـا
جيـش الرذيلـة والهـوى جــرار
***
في عصرنا احتدم المحيط ولم يـزل
متخبطـا فـي مـوجـه البـحـار
***
جمحت عقول الناس طاش بها الهوى
ومـن الهـوى تتسـرب الأخطـار
***
أنت البشيـر لهـم وأنـت نذيرهـم
نعـم البشـارة مـنـك والإنــذار
***
لكنهـم بهـوى النفـوس تشربـوا
فأصابهم غبـش الظنـون وحـاروا
***
صبغوا الحضارة بالرذيلـة فالتقـى
بالذئـب فيهـا الثعـلـب المـكـارُ
***
مادانمـارك القـوم مـا نرويجهـم(والان هناك غيرهم ألمانيا وهولندا وايطاليا والسويد وفرنسا))
يصغـي الرعـاة وتفهـم الأبـقـار
***
ما بالهـم سكتـوا علـى سفهائهـم
حتـى تمـادى الشـر والأشــرار
***
عجبا لهـذا الحقـد يجـري مثلمـا
يجري صديـد فـي القلـوب وقـار
***
يا عصر إلحاد العقـول لقـد جـرى
بك فـي طريـق الموبقـات قطـار
***
قربت خطاك مـن النهايـة فانتبـه
فلربـمـا تتـحـطـم الأســـوار
***
إنـي أقـول وللـدمـوع حكـايـة
عـن مثلهـا تتـحـدث الأمـطـار
***
إنــا لنعـلـم أن قــدر نبيّـنـا
أسمـى وأنّ الشانئـيـن صَـغَـارُ
***
لكنـه ألـم المحـب يزيـده شرافـاً
وفـيـه لـمـن يـحـب فـخـار
***
يشقي غثاة القـوم مـوت قلوبهـم
ويـذوق طعـم الراحـة الأغـيـار
******************************
شعر/ د . عبد الرحمن العشماوي